Menu Close
سيارات كهربائية

سيارات كهربائية: سر تفوق الصين في صناعة البطاريات

سيارات كهربائية، كلمة يكثر استخدامها في الآونه الاخيرة. القوة المهيمنة في مجال صناعة السيارات الكهربائية من خلال استثمارات هائلة تم ضخها خلال العقد الماضي. نتحدث هنا عن الصين، هي بالفعل تخطت العديد من الدول الاخري في سباق صناعة السيارات الكهربائية وبالتحديد صناعة البطاريات. كيف وصلت الصين لتلك المرحلة؟ هذا ما سنحاول الاجابه عليه:

سيارات كهربائية: ثورة في انتاج البطاريات

كأحد أهم مكونات السيارات الكهربائية، تمثل البطارية نسبة تتراوح بين الـ ٢٠٪ إلى الـ ٤٠٪ من اجمالي سعر السيارة الكهربائية. انخفاض تكاليف صناعة تلك البطاريات في الاسواق الصينية أدى إلى انتعاشه كبيره في انتاج سيارات كهربائية بشكل عام. خاص إذا ما اخذنا في الاعتبار ان معدل الطلب العالمي على بطاريات الليثيوم قد يصل إلى ١.٦ بينما تنتج الصين ما يقارب من الـ ٦ تيراواط/ساعة، اي ان السعة الانتاجية للصين يكثر عن احتياج السوق من البطاريات بأكثر من ثلاثة اضعاف الاحتياج العالمي. النمو الهائل في صناعة البطاريات الصينية ادي إلى انخفاض تكاليف صناعة السيارات الكهربائية الصينية بشكل عام.

 

 

دعم حكومي لصناعة السيارات الكهربائية

النجاح الباهر الذي وصلت إليه السيارات الصينية لم يكن من قبيل الصدفة. الوضع الحالي للسيارات الصينية الكهربائية كان نتيجة إلى رؤية استراتيجية ودعم من الحكومة الصينية للاتجاه للطاقة البديلة والنظيفة. كانت البداية منذ اوائل الالفيه حينا استمعت الحكومة الصينية لنصيحة الخبير الالمان وانغ جانغ بالاتجاه للتطوير في مجال الطاقة النظيفة بدلا من التركيز فقط على تطويرات الطاقة العادية ويعد اهم اسباب موافقة الصين على ذلك المقترح التالي:

١. التلوث البيئي الشديد: نتيجة لانتشار المصانع بشكل كبير في مدن صينية كثيره، عانت تلك المدن من انتشار التلوث الناتج عن الضباب الدخاني والذي يؤثر بشكل مباشر علي الصحة العامة وجودة الحياة في الصين.

٢. الاعتماد على استيراد كميات كبيره من النفط: تعد الصين أحد اكبر المستوردين للنفط في العالم. كما انها تعتمد على طرق تجارية تشكل مخاطر جيوسياسية على الدولة الصينية مما دعم من الاتجاه لذلك النوع من التصنيع.

٣. الرغبة في التحول إلى منافس صناعي متقدم: لا يمكن انكار ما تمتلكة الدول الاوربية وامريكا من خبرات في تصنيع محركات الاحتراق الداخلي. رغبت الصين دوما في مجاراه تلك الدول والدخول في سباق التصنيع. كانت الطاقة النظيفة الباب الحقيقي والفرصه الافضل للدخول من خلالة.

 

سيارات كهربائية

كيف تفوقت الصين على الدول الاخرى في صناعة السيارات الكهربائية؟

كان الدخول في سباق صناعة السيارات الكهربائيه مهمه ليست بالسهله. فالدول الاوربية وامريكيا قد كانت قطعت بالفعل اشواطا كبيرا في مجال صناعة السيارات ولها الكثير من السيارات الناجحه التي تسير في الاسواق الصينية نفسها. إلا ان التركيز الكبير للصين على السيارات الكهربائية مقارنة بغيرها من السيارات الاخري قد منح لها الافضلية. حيث انتهجت اسلوب سباق المارثون والذي مزج بين التقدم السريع في الصناعة ثم الحفاظ على معدل النمو لفترات طويلة من خلال:

  • ضخ استثمارات ضخمة من جانب الحكومة الصينية لدعم الشركات المصنعة للبطاريات والمكونات المستخدمة في تصنيعها.
  • تشجيع القطاعات العامة والخاصة على استخدام السيارات الكهربائية المصنوعة محليا. وبالتالي توفير مبيعات للشركات المحلية الناشئة.
  • القيود المشددة التي فرضتها الحكومه الصينية على استخدام سيارات محركات الاحتراق الداخلي خاصة الاوروبية والامريكية منها. اضافة الي تحفيز مستهلكي السيارات الكهربائية.
  •  فرض بعض الضوابط على المصنعين الاوربين في الاسواق الصينية لدفعهم للتعاون مع شركات تصنيع البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية  CATL وBYD.

 

سيارات كهربائية

النتائج والتحديات المستقبلية

بفضل هذه الاستراتيجية، أصبحت الصين تحتل المرتبة الأولى عالميًا في إنتاج البطاريات والمركبات الكهربائية. في عام 2023، شكلت السيارات الكهربائية 47% من مبيعات السيارات الجديدة في الصين، ومن المتوقع أن تتجاوز هذه النسبة 50% قريبًا. كما أن المدن الكبرى مثل شنجن تحولت بالكامل إلى وسائل نقل كهربائية، مما أحدث تغييرًا كبيرًا في مشهد النقل العام.

ولكن مع هذا النجاح، تواجه الصين تحديات جديدة، منها:

  • التباطؤ في الأسواق الغربية: حيث بدأت بعض الحكومات مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في فرض تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الصينية لحماية صناعاتها المحلية.
  • الإنتاج المفرط: إذ أن الطاقة الإنتاجية الضخمة للمصانع الصينية قد تؤدي إلى تخمة في السوق، مما يضغط على الشركات للحفاظ على هوامش ربح ضئيلة.
  • المنافسة الداخلية: مع وجود أكثر من 200 شركة تصنع السيارات الكهربائية في الصين، بدأت بعض الشركات الأضعف بالخروج من السوق بسبب المنافسة الشرسة.